فصل: كتب في المتشابه المركب من النوعين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المصنفة **


 كتب في المتشابه المركب من النوعين

وفي المتشابه المركب من النوعين، وهو المتفق لفظا وخطا من اسمين أو نحوهما مع اختلاف اسم أبيهما لفظا لا خطا أو العكس‏.‏ ‏(‏ص 116‏)‏

فمن الأول‏:‏ كتاب ‏(‏المتفِق والمفترق‏)‏ ‏(‏للخطيب البغدادي‏)‏، وهو كتاب نفيس في مجلد كبير، وشرع الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ في تلخيصه مع استدراك ما فاته، فكتب منه شيئا يسيرا ولم يكمله؛ وكتاب ‏(‏المتفق والمفترق‏)‏ أيضًا ‏(‏لأبي عبد الله محمد بن النجار البغدادي‏)‏ الحافظ، و‏(‏لأبي بكر الجوزقي‏)‏، وهو مشهور، وله آخر أبسط منه، في نحو من ثلاثمائة جزءا‏.‏

ومما هو مؤلف فيه كتاب ما اتفق لفظ وافترق معناه من أسماء البلدان والأماكن المشتبهة في الخط ‏(‏لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي‏)‏، و‏(‏لأبي موسى المديني‏)‏ أيضًا، اختصره من كتاب ألفه ‏(‏أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري النحوي‏)‏‏.‏

ومن الثاني‏:‏ كتاب ‏(‏المختلف والمؤتلف‏)‏ ‏(‏للدار قطني‏)‏، وهو كتاب حافل، و‏(‏لأبي محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف اللخمي المري‏)‏، نسبة إلى المرية، بفتح فكسر وياء مشددة، مدينة كبيرة من كور البيرة من أعمال الأندلس، الأندلسي، المعروف‏:‏ ‏(‏بالرُشاطي‏)‏ بضم الراء لأن أحد أجدًاده كانت له في جسمه شامة كبيرة وكانت له خادمة أعجمية تحضنه في صغره، فإذا لاعبته قالت له رشاطة، وكثر ذلك منها فقيل له‏:‏ ‏(‏الرشاطي‏)‏، المتوفى شهيدا‏:‏ بالمرية، عند تغلب النصارى عليها، سنة اثنين وأربعين وخمسمائة، كتاب ‏(‏الأعلام بما في المؤتلف والمختلف‏)‏ ‏(‏للدار قطني‏)‏ من ‏(‏الأوهام‏)‏؛ وكتاب ‏(‏المؤتلف والمختلف‏)‏ ‏(‏لأبي سعد الماليني‏)‏‏.‏

ومما هو مؤلف فيه، كتاب ‏(‏المختلف والمؤتلف‏)‏ ‏(‏لعلاء الدين علي بن عثمان المارديني‏)‏، المعروف ‏(‏بابن التركماني‏)‏، و‏(‏لأبي محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد الأزدي المصري‏)‏، الحافظ المشهور، النسابة المتفنن، المتوفى‏:‏ سنة تسع وأربعمائة، وله فيه كتابان، أحدهما في مشتبه الأسماء، والآخر في مشتبه الأنساب، ثم جاء ‏(‏الخطيب‏)‏، فجمع بين كتابي ‏(‏الدارقطني‏)‏ و‏(‏عبد الغني‏)‏ وزاد عليهما وجعله كتابا مستقلا سماه‏:‏ ‏(‏المؤتلف تكملة المختلف‏)‏‏.‏

ثم جاء الأمير ‏(‏أبو نصر علي بن الوزير أبي القاسم هبة الله بن علي بن جعفر البغدادي العِجْلي‏)‏ الحافظ المعروف ‏(‏بابن ماكولا‏)‏ وهو اسم أعجمي، قال ‏(‏ابن خلكان‏)‏‏:‏ لا أعرف معناه‏.‏ المتوفى‏:‏ قتيلا، قتله مماليكه الأتراك بكرمان وأخذوا ماله، سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وقيل‏:‏ سنة ست وثمانين أو سبع وثمانين أو تسع وثمانين، فزاد على هذه التكملة، وضم إليها الأسماء التي وقعت له، وجعله أيضًا كتابا مستقلا وسماه‏:‏ ‏(‏الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف من الأسماء والكنى والأنساب‏)‏، وهو في مجلدين في غاية الإفادة، وعليه اعتماد المحدثين، وما يحتاج ‏(‏ص 118‏)‏ الأمير ‏(‏أبو نصر‏)‏ معه إلى فضيلة أخرى‏.‏

ثم جاء ‏(‏معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني ابن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي‏)‏ الحافظ، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن نُقْطة‏)‏، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة تسع وعشرين وستمائة، فذيله بما فاته أو تجدد بعده، وهو ذيل مفيد، في قدر ثلثي الأصل، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ وهو منبئ بإمامته وحفظه، وجمع كتابا آخر سماه‏:‏ ‏(‏التقييد لمعرفة رجال السنن والمسانيد‏)‏‏.‏

ثم ذيل على ‏(‏ابن نقطة‏)‏ كل من ‏(‏الجمال أبي حامد محمد بن علي بن محمد بن أحمد‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الصابوني‏)‏ الدمشقي الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة ثمانين وستمائة، و‏(‏وجيه الدين أبي المظهر منصور بن سليم‏)‏، بالفتح، ‏(‏بن منصور بن فتوح الهَمْداني الإسكندري الشافعي‏)‏، محتسب الإسكندرية، الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث أو أربع وسبعين وستمائة، وثانيهما أكبرهما، وتواردا في بعض ما ذكراه‏.‏

وكذا ذيل عليه أيضًا ‏(‏علاء الدين مُغْلَطَايْ بن قُلَيج‏)‏، وهو السيف بلغة الترك، ‏(‏بن عبد الله الحنفي التركي المصري‏)‏ الحافظ، صاحب التصانيف، التي زادت على المائة، المتوفى‏:‏ سنة اثنين وستين وسبعمائة، جامعا بين الذيلين المذكورين مع زيادات من أسماء الشعراء وأنساب العرب وغير ذلك، ولكن فيه أوهام وتكرير‏.‏

وممن ذيل على ‏(‏ابن ماكولاً‏)‏ أيضًا ‏(‏أبو عبد الله محمد بن محمود البخاري البغدادي‏)‏ الحافظ، و‏(‏علي عبد الغني بن سعيد أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري‏)‏، و‏(‏لأبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي القرطبي‏)‏ الأندلسي، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الفرضي‏)‏ نسبة إلى علم الفرائض، الحافظ، صاحب ‏(‏تاريخ علماء الأندلس‏)‏، الذي ذيل عليه ‏(‏ابن بَشكُوال‏)‏ بكتابه الذي سماه‏:‏ ‏(‏الصلة‏)‏، المتوفى شهيدا‏:‏ يوم فتح قرطبة؛ قتله البربر في داره، سنة ثلاث وأربعمائة، كتاب حسن في ‏(‏المؤتلف والمختلف‏)‏ وفي ‏(‏مشتبه النسبة‏)‏‏.‏

و‏(‏لأبي علي الحسين بن محمد بن أحمد الغَسّاني‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بالجَيَّاني‏)‏ نسبة إلى جيان، مدينة كبيرة بالأندلس، الأندلسي الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، كتاب ما أتلف خطه واختلف لفظه من أسماء رجال الصحيحين، ويسمى بكتاب ‏(‏تقييد المهمل وتمييز المشكل‏)‏، ضبط فيه كل لفظ يقع فيه اللبس من رجال الصحيحين وما قصر فيه، في جزئين، و‏(‏لأبي بكر محمد بن موسى الحازمي‏)‏ كتاب ‏(‏الفيصل في مشتبه النسبة‏)‏، و‏(‏للذهبي‏)‏ مختصر جدًا جامع في مشتبه الأسماء والنسبة، لخصه من ‏(‏عبد الغني‏)‏ و‏(‏ابن ماكولا‏)‏ و‏(‏ابن نقطة‏)‏ و‏(‏أبي الوليد بن الفرضي‏)‏، ولكنه أجحف في الاختصار واكتفى بضبط القلم، فصار بذلك كتابه مباينا لموضوعه لعدم الأمن من التصحيف فيه، وفاته من أصوله أشياء، واختصره الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏، فضبطه ‏(‏ص 119‏)‏ بالحروف على الطريقة المرضية وزاد ما يتعجب من كثرته مع شدة تحريره واختصاره، فإنه في مجلد، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏تبصير المنتبه في تحرير المشتبه‏)‏‏.‏

ولعصريه، حافظ الشام، ‏(‏شمس الدين محمد بن ناصر الدين أبي بكر بن عبد الله بن محمد الدمشقي‏)‏، محدث البلاد الدمشقية، وصاحب التصانيف الحسنة البهية، المتوفى‏:‏ سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، مصنف حافل مبسوط في توضيح المشتبه أيضًا، وجرد منه الأعلام بما وقع في مشتبه ‏(‏الذهبي‏)‏ من الأوهام، ومن تآليفه ‏(‏مورد الصادي بمولد الهادي‏)‏، و‏(‏لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري‏)‏ كتاب ‏(‏تصحيفات المحدثين‏)‏، شرح فيه الأسماء والألفاظ المشكلة التي تتشابه في صورة الخط فيقع فيها التصحيف، في مجلد‏.‏

ومن الثالث‏:‏ تلخيص ‏(‏المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم‏)‏ ‏(‏للخطيب البغدادي‏)‏، في مجلد، ثم ذيل عليه بما يتفق من أسماء الرواة وأنسابهم، غير أن في بعضه زيادة حرف، وسماه‏:‏ ‏(‏تالي التلخيص‏)‏، في أجزاء، وهو كتاب جليل القدر كثير الفائدة، بل قال ‏(‏ابن الصلاح‏)‏‏:‏ أنه من أحسن كتبه‏.‏

وقد اختصره ‏(‏علاء الدين قاضي القضاة علي بن فخر الدين عثمان بن مصطفى بن سليمان‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن التركماني‏)‏، المارديني الحنفي، وأختصره أيضًا ‏(‏السيوطي‏)‏، وسماه‏:‏ ‏(‏تحفة النابه بتلخيص المتشابه‏)‏‏.‏ ‏(‏ص 121‏)‏

ومنها كتب في معرفة الأسماء والكنى والألقاب

أي أسماء من اشتهر بكنيته، وكنى من اشتهر باسمه، وألقاب المحدثين، ونحو ذلك‏:‏

ككتاب ‏(‏الأسماء والكنى‏)‏ للإمام ‏(‏أحمد بن حنبل‏)‏، و‏(‏لأبي بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الأنصاري‏)‏ بالولاء، الوراق الرازي الدُّولابي بفتح الدال وضمها، نسبة إلى عمل الدولاب، وهو شبه الناعورة، المتوفى‏:‏ بالعرْج، بين مكة والمدينة، سنة عشر وثلاثمائة، وكتاب ‏(‏الأسماء والألقاب‏)‏ ‏(‏لأبي الفرج بن الجوزي‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏كشف النقاب عن الأسماء والألقاب‏)‏، و‏(‏لأبي الوليد بن الفرضي‏)‏، محدث الأندلس، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏مجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب‏)‏، وكتاب ‏(‏الكنى والألقاب‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الله الحاكم‏)‏‏.‏

وكتاب ‏(‏الألقاب والكنى‏)‏ ‏(‏لأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن موسى الفارسي الشيرازي‏)‏ الحافظ، المتوفى‏:‏ بشيراز، سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وهو في مجلد مفيد، كثير النفع، بل هو أجل كتاب ألف في هذا الباب قبل ظهور تأليف ‏(‏ابن حجر‏)‏، واختصره ‏(‏أبو الفضل بن طاهر‏)‏‏.‏

وكتاب ‏(‏الألقاب‏)‏ ‏(‏لأبي الفضل علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الفَلَكي‏)‏، لأن جدًا له كان بارعا في علم الفلك والحساب، الهمداني الرحال، الحافظ، المتوفى‏:‏ بنيسابور، سنة سبع أو ثمان وعشرين وأربعمائة، سماه‏:‏ ‏(‏منتهى الكمال في معرفة ألقاب الرجال‏)‏، وللحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ مؤلف بديع في الألقاب أيضًا، سماه‏:‏ ‏(‏نزهة الألباب‏)‏ جمع فيه مع التلخيص ما لغيره وزيادة، وزاد عليه تلميذه ‏(‏السخاوي‏)‏ زوائد كثيرة ضمها إليه في تصنيف مستقل، و‏(‏للسيوطي‏)‏ ‏(‏كشف النقاب عن الألقاب‏)‏، وكتاب ‏(‏الكنى‏)‏ ‏(‏للبخاري‏)‏ و‏(‏لمسلم‏)‏ و‏(‏للنسائي‏)‏ و‏(‏لعلي بن المديني‏)‏ و‏(‏لابن أبي حاتم‏)‏، و‏(‏لابن حبان‏)‏ له كتاب ‏(‏أسامي من يعرف بالكنى‏)‏، في ثلاثة أجزاء، وكتاب ‏(‏كنى من يعرف بالأسامي‏)‏، في ثلاثة أيضًا، و‏(‏لأبي القاسم عبد الرحمن بن منده‏)‏ ووالده ‏(‏أبي عبد الله محمد بن إسحاق‏)‏‏.‏

و‏(‏لأبي أحمد الحاكم الكبير‏)‏، وهو ‏(‏محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكَرَابِيسي‏)‏ الحافظ، محدث خراسان، وصاحب التصانيف، وشيخ ‏(‏أبي عبد الله الحاكم‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكتابه هذا في أربعة عشر سفرا، ويصير بالخط الرفيع في خمسة أسفار أو نحوها، حرر فيه وأجاد وزاد على غيره وأفاد، ولم يرتبه على المعجم، فرتبه ‏(‏الذهبي‏)‏ واختصره وزاد عليه وسماه‏:‏ ‏(‏المقتنى في سرد الكنى‏)‏، و‏(‏لابن عبد البر‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالاستغنا في معرفة الكنى‏)‏، في مجلد ضخم، وللحافظ ‏(‏السيوطي‏)‏ كتاب ‏(‏المنى في الكنى‏)‏ وكتب هذه الأنواع كثيرة‏.‏ ‏(‏ص 123‏)‏

ومنها كتب في مبهم الأسانيد أو المتون من الرجال أو النساء‏:‏

ككتاب ‏(‏عبد الغني بن سعيد المصري‏)‏ في ذلك، وهو المسمى‏:‏ بكتاب ‏(‏الغوامض والمبهمات‏)‏، ثم ‏(‏الخطيب البغدادي‏)‏ مرتبا له على حروف المعجم معتبرا اسم المبهم، ولكن تحصيل الفائدة منه عسير لأن العارف بالمبهم لا يحتاج إلى كشفه والجاهل به لا يعرف موضعه، ثم ‏(‏ابن بشكوال‏)‏ في كتاب ‏(‏الغوامض والمبهمات‏)‏ أيضًا بدون ترتيب، وهو أجمعها وأنفسها، واختصر ‏(‏النووي‏)‏ كتاب ‏(‏الخطيب‏)‏ بحذف أسانيده مع نفائس وأحاديث يسيره ضمها إليه، ورتبه على الحروف في راوي الخبر وسماه‏:‏ ‏(‏الإشارات إلى المبهمات‏)‏، وهو أسهل للكشف لكنه قد يصعب أيضًا لعدم استحضار اسم صحابي ذلك الحديث، وفاته أيضًا الجم الغفير‏.‏

واختصر كتاب ‏(‏ابن بشكوال‏)‏، بحذف أسانيده أيضًا، ‏(‏أبو الحسن علي بن الحافظ‏)‏ المشهور ‏(‏سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن الملقن الأنصاري الأندلسي‏)‏، ثم المصري، القاهري الشافعي، ولم أعثر الآن على وفاته‏.‏

و‏(‏برهان الدين أبو الوفا إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي‏)‏ الأصل طرابلس الشام، الحلبي المولد والدار، الشافعي، المعروف‏:‏ ‏(‏بسبط ابن العجمي‏)‏، لأن أمه بنت ‏(‏عمر بن محمد بن أحمد بن هاشم بن عبد الله بن العجمي الحلبي‏)‏، المتوفى مطعونا‏:‏ وهو يتلو القرآن، سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وأتى الأول فيه بزيادات‏.‏

وكذا صنف في ذلك ‏(‏شمس الدين أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الشيباني‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن القيسراني‏)‏، نسبة إلى قيسرية بليدة بالشام على ساحل البحر، الحافظ الكبير الجوال‏.‏ أحد المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفات، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة سبع أو ثمان وخمسمائة، وقد جمع فيه نفائس إلا أنه توسع فيه بذكر ما ليس من شرط المبهمات‏.‏

والحافظ ‏(‏قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي المصري القسطلاَّني‏)‏ نسبة إلى قسطلينة، بضم القاف وتخفيف اللام، وبعضهم ضبطه بفتح وشد اللام، من إقليم إفريقيا بالمغرب، المتوفى‏:‏ في محرم سنة ست وثمانين وستمائة، وسماه‏:‏ ‏(‏الإفصاح عن المعجم من الغامض والمبهم‏)‏، رتبه على الحروف‏.‏

والشيخ ‏(‏ولي الدين أبو زرعه أحمد بن عبد الرحيم العراقي‏)‏، وسماه‏:‏ ‏(‏المستفاد من مبهمات المتن والإسناد‏)‏، رتبه على الأبواب الفقهية ليسهل الكشف منه على من أراد ذلك، وأورد فيه جميع ماذكره ‏(‏الخطيب‏)‏ و‏(‏ابن بشكوال‏)‏ و‏(‏النووي‏)‏ مع زيادة عليهم، وهو أحسن ما صنف في هذا النوع، واعتنى ‏(‏ابن الأثير‏)‏ في أواخر كتابه ‏(‏جامع الأصول بتحرير المبهمات‏)‏، وكذا أورد ‏(‏ابن الجوزي‏)‏ في تلقيحه منها جملة‏.‏

واعتنى الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ بذلك لكن بالنسبة ‏(‏للبخاري‏)‏ خاصة، فأربى فيه على من سبقه بحيث كان معول القاضي ‏(‏جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن بن سراج الدين أبي حفص عمر البُلْقِيني‏)‏ بضم الباء والقاف مفتوحة أو مكسورة، الشافعي، المتوفى‏:‏ سنة أربع وعشرين وثمانمائة، في تصنيفه المفرد في ذلك عليه وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالإفهام بما وقع في البخاري من الإبهام‏)‏‏.‏ ‏(‏ص 127‏)‏

ومنها كتب في الأنساب‏:‏

ككتاب ‏(‏الأنساب‏)‏ ‏(‏لتاج الإسلام أبي سعد‏)‏ ويقال‏:‏ ‏(‏أبي سعيد عبد الكريم أبي محمد بن ابي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمي السمعاني‏)‏ بفتح السين وكسرها، المروزي الشافعي الحافظ، ذي الشيوخ الذين زادوا على أربعة آلاف شيخ، والتصانيف المفيدة المتقنة التي منها‏:‏ ‏(‏الذيل‏)‏ و‏(‏تاريخ مرو‏)‏ و‏(‏الأمالي‏)‏ و‏(‏تاريخ الوفاة للمتأخر من الرواة‏)‏ وغير ذلك، المتوفى‏:‏ بمرو، سنة اثنين وستين وخمسمائة، عن ثلاث وأربعين سنة، وهو كتاب عظيم في هذا الفن لم يصنف فيه مثله، في نحو ثمان مجلدات، لكنه قليل الوجود‏.‏

واختصره ‏(‏عز الدين أبو الحسن علي بن محمد‏)‏، والصواب في اسمه‏:‏ ‏(‏محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم أبو عبد الله الشَّيْباني‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الأثير الجزري‏)‏، نسبة إلى جزيرة ‏(‏ابن عمر‏)‏ لكونه من أهلها، الموصلي المحدث الغوي النسابة، العارف بالرجال وأسمائهم لاسيما الصحابة، أخو صاحب ‏(‏النهاية‏)‏ و‏(‏جامع الأصول‏)‏، المتوفى‏:‏ بالموصل، سنة ثلاثين وستمائة، وزاد فيه أشياء أهملها واستدرك على مافاته ونبه على أغلاط وسماه‏:‏ ‏(‏اللباب‏)‏، وهو كتاب مفيد جدًا، في ثلاثة مجلدات، وهو الموجود بأيدي الناس، ثم لخصه ‏(‏السيوطي‏)‏ وزاد عليه أشياء، وسماه‏:‏ ‏(‏لب اللباب في تحرير الأنساب‏)‏، وهو في مجلد لطيف‏.‏

ولخص أيضًا ‏(‏أنساب السمعاني‏)‏ القاضي قطب الدين ‏(‏محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر الخَيْضَري الشافعي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة أربع وتسعين وثمانمائة، وضم إليها ماعند ‏(‏ابن الأثير‏)‏ و‏(‏الرشاطي‏)‏ وغيرهما من الزيادات، وسماه‏:‏ ‏(‏الاكتساب في تلخيص كتب الأنساب‏)‏‏.‏

وكتاب ‏(‏أنساب المحدثين‏)‏ ‏(‏لمحب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي‏)‏، و‏(‏لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي‏)‏، وذيله في جزء لطيف لتلميذه ‏(‏أبي موسى محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر بن محمد بن أبي عيسى الأصبهاني المديني‏)‏ الحافظ المشهور، صاحب التصانيف المفيدة، المتوفى‏:‏ بأصبهان، سنة احدىوثمانين وخمسمائة، ذكر فيه ماأهمله وماقصر فيه، وهو منسوب إلى مدينة أصبهان، وقد ذكر ‏(‏ابن السمعاني‏)‏ في أنسابه‏:‏ هذه النسبة إلى عدة مدن، المدينة المنورة، وأكثر ما يقال في النسبة إليها مدني، ومرو ونيسابور وأصبهان ومدينة المبارك بقزوين وبخارى وسمرقند ونسف، ومن تآليفه‏:‏ ‏(‏اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف‏)‏، أورد فيه أنواعا لطافا من علم الحديث لايهتدي إلى مثلها إلا النحرير من الحفاظ، وهو غير ‏(‏علي بن عبد الله بن جعفر بن المديني‏)‏، وسيأتي، وذيل هذا الذيل في كتاب لطيف ‏(‏لابن نقطة الحنبلي‏)‏‏.‏

ومن الكتب المؤلفة في الأنساب‏:‏

كتاب ‏(‏العجالة‏)‏ ‏(‏لأبي بكر محمد بن موسي الحازمي‏)‏، وكتاب ‏(‏الأنساب‏)‏ ‏(‏لأبي محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف اللخمي‏)‏، المعروف ‏(‏بالرشاطي‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏باقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار‏)‏، أخذه الناس عنه وأحسن فيه وجمع وماقصر، والكتب المؤلفة في الأنساب كثيرة‏.‏

ومنها كتب في معرفة الصحابة

مرتبين على الحروف أو على القبائل أو على غير ذلك‏:‏

ككتاب ‏(‏معرفة الصحابة‏)‏ ‏(‏لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري‏)‏، وهو مرتب على القبائل، و‏(‏لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري‏)‏، و‏(‏لأبي محمد عبد الله بن محمد بن عيسى المَرْوَزي الشافعي‏)‏ الحافظ، مفتي مرو وعالمها وزاهدها، المعروف‏:‏ ‏(‏بِعبدان‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وتسعين ومائتين، له كتاب ‏(‏المعرفة‏)‏ في مائة جزء وكتاب ‏(‏الموطأ‏)‏، و‏(‏لأبي الحسين عبد الباقي بن قانع‏)‏ منقول من اسم فاعل قنع، ‏(‏ابن مرزوق بن واثق الأموي‏)‏ مولاهم، البغدادي الحافظ المصنف القاضي، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة؛ و‏(‏لأبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري‏)‏، ويسمى‏:‏ ‏(‏بالحروف‏)‏، و‏(‏لأبي الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن َنجِيح السَّعدي‏)‏ مولاهم، المديني، ثم البصري، الحافظ الثقة، صاحب التصانيف، التي هي نحو من مائتين، وحافظ العصر وقدوة أهل هذا الشأن، المتوفى‏:‏ سنة أربع وثلاثين ومائتين‏.‏

وفيه كان ‏(‏البخاري‏)‏ يقول‏:‏ ما استصغرتُ نفسي عند أحد إلا عند ‏(‏علي بن المديني‏)‏، وكتابه هذا هو‏:‏ كتاب ‏(‏معرفة من نزل من الصحابة سائر البلدان‏)‏، في خمسة أجزاء لطيفة؛ و‏(‏لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني‏)‏، وهو كبير جليل، قال ‏(‏ابن عساكر‏)‏‏:‏ وله فيه أوهام كثيرة، و‏(‏الذيل الكبير عليه‏)‏ أو على ‏(‏أبي نعيم‏)‏ ‏(‏لأبي موسى المديني‏)‏‏.‏

وكذا كتاب ‏(‏معرفة الصحابة‏)‏ ‏(‏لأبي نعيم الأصبهاني‏)‏ في ثلاث مجلدات، و‏(‏لأبي القاسم البغوي‏)‏، و‏(‏لأبي حفص بن شاهين‏)‏، و‏(‏لأبي حاتم محمد بن حبان البستي‏)‏، وهو مختصر في مجلد، و‏(‏لأبي بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن البرقي‏)‏ الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة سبعين ومائتين، و‏(‏لأبي منصور محمد بن سعد الباوردي نسبة إلى باوردْ ويقال أبيورَدْ، بليدة بخراسان بين سرخس ونسا، وهو من شيوخ ‏(‏أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مَنْده الأصبهاني‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وثلاثمائة، الذي هو جد ‏(‏أبي عبد الله محمد بن إسحاق‏)‏ المذكور قريبًا‏.‏

و‏(‏لأبي عمر بن عبد البر‏)‏ وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالإستيعاب في معرفة الأصحاب‏)‏، في مجلدين، سماه‏:‏ ‏(‏بالإستيعاب‏)‏ لظنه أنه استوعب الأصحاب، مع أنه فاته شيء كثير، وجميع من فيه باسمه أو كنيته أو حصل له فيه وهم ثلاثة آلاف وخمسمائة ترجمة، و‏(‏لعز الدين أبي الحسن بن الأثير الجزري‏)‏، صاحب كتاب ‏(‏الكامل‏)‏ ومختصر كتاب ‏(‏الأنساب‏)‏ ‏(‏لابن السمعاني‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بأسد الغابة في معرفة الصحابة‏)‏، في ست أو خمس مجلدات، اشتمل على سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسين نفسا، ولغيرهم ممن يكثر‏.‏ ‏(‏ص 129‏)‏

ومنها كتب في تواريخ الرجال وأحوالهم‏:‏

‏(‏كتاريخ البخاري الكبير‏)‏، جمع فيه أسامي من روى عنه الحديث من زمن الصحابة إلى زمنه، فبلغ عددهم قريبًا من أربعين ألفًا بين رجل وامرأة وضعيف وثقة، لكن جمع ‏(‏الحاكم‏)‏ من ظهر جرحه من جملة الأربعين ألفا فلم يزيدوا على مائة وستة وعشرين رجلا، ألفه وهو ابن ثمان عشرة سنة تجاه قبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الليالي المقمرة؛ وفيه قال ‏(‏التاج السبكي‏)‏‏:‏ أنهُ لم يسبق إليه، ومن ألف بعده في التاريخ أو الأسماء أو الكنى فعيال عليه، وله أيضًا ‏(‏التاريخ الوسط‏)‏ و‏(‏الصغير‏)‏‏.‏

وتاريخ ‏(‏أبي زكريا يحيى بن مَعِين بن عَوْن بن زِيَاد الغطفاني‏)‏ مولاهم، البغدادي، الحافظ المشهور، سيد الحفاظ وملكهم، وإمام الجرح والتعديل، المتوفى‏:‏ بالمدينة المنورة، سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وفيه قال ‏(‏ابن المديني‏)‏‏:‏ لا نعلم أحدا من لدن ‏(‏آدم‏)‏ عليه السلام كتب من الحديث ما كتب ‏(‏يحيى بن معين‏)‏، وعنه قال‏:‏ كتبت بيدي ألف ألف حديث، وتاريخه هذا مرتب على حروف المعجم‏.‏

وكتاب ‏(‏الرجال‏)‏ عن ‏(‏ابن معين‏)‏ ‏(‏لأبي الفضل عبد الله بن محمد بن حاتم الهاشمي‏)‏ مولاهم، الدوري البغدادي، صاحب ‏(‏يحيى بن معين‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ في مجلد كبير نافع ينبئ عن بصره بهذا الشأن‏.‏

وتاريخ ‏(‏أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي‏)‏ الكوفي الحافظ القدوة، نزيل طرابلس المغرب، المتوفى بها‏:‏ سنة إحدى وستين ومائتين، وتاريخ ‏(‏أبي الحسن عثمان بن محمد بن أبي شيبة الكوفي‏)‏، وتاريخ ‏(‏أبي عمرو خليفة بن خياط الشيباني‏)‏ العصفري، وتاريخ ‏(‏محمد بن سعد كاتب الواقدي‏)‏، وستأتي وفاته ووفاة ‏(‏العصفري‏)‏ في بيان كتب الطبقات‏.‏

وتاريخ ‏(‏أبي بكر أحمد بن أبي خَيْثَمة زُهَير بن حَرْب النسائي‏)‏، ثم البغدادي، الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة تسع وسبعين ومائتين، وهو كبير، أحسن فيه وأجاد، في ثلاثين مجلدا صغارا واثني عشر كبارا، ذكر فيه الثقاة والضعفاء، قال ‏(‏الخطيب‏)‏‏:‏ لا أعرف أغزر فوائد منه؛ وتاريخ ‏(‏أبي محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري‏)‏ الحافظ، وتاريخ ‏(‏حنبل بن إسحاق‏)‏، وتاريخ ‏(‏أبي العباس محمد بن إسحاق السراج‏)‏، وتاريخ ‏(‏ابن حبان‏)‏‏.‏

وتاريخ ‏(‏أبي زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النَّصْري‏)‏ الدِّمَشقي الحافظ، محدث الشام، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وثمانين ومائتين‏.‏

وتاريخ ‏(‏أبي يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الخليل القزويني الخليلي‏)‏، نسبة إلى جده المذكور، القاضي الحافظ، ‏(‏ص 131‏)‏ المتوفى‏:‏ سنة ست وأربعين وأربعمائة، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالإرشاد في علماء البلاد‏)‏، ذكر فيه المحدثين وغيرهم من العلماء، على ترتيب البلاد إلى زمانه، ورتبه الحافظ ‏(‏زين الدين أبو العدل قاسم بن قَطْلَوبُغا الحنفي‏)‏، من تلاميذ الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏، المتوفى‏:‏ بحارة الديلم، سنة تسع وسبعين وثمانمائة، على الحروف‏.‏

و‏(‏تاريخ أصبهان‏)‏ ‏(‏لأبي نعيم الأصبهاني‏)‏ في مجلد، و‏(‏لأبي زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده‏)‏، ومنهم من نسبه ‏(‏لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن منده‏)‏؛ ومنهم من نسبه ‏(‏لأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده‏)‏، ويجمع بأن كل واحد منهم وضع لها تاريخا؛ و‏(‏لأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني‏)‏، وغيرهم‏.‏

و‏(‏تاريخ بغداد‏)‏ ‏(‏لأبي بكر الخطيب البغدادي‏)‏، من أجل الكتب وأعودها فائدة، ذكر فيه رجالها ومن ورد إليها، وضم إليه فوائد جمة، في أربعة عشر مجلدا وقيل‏:‏ في عشر مجلدات، رتبه على حروف المعجم، وذكر فيه الثقاة والضعفاء والمتروكين وغير ذلك، وعليه ذيولات متعددة؛ منها ‏(‏لأبي سعد عبد الكريم بن محمد بن السمعاني‏)‏، صاحب كتاب ‏(‏الأنساب‏)‏، وهو في نحو من خمسة عشر مجلدا، أحسن فيه ما شاء، وله أيضًا ‏(‏تاريخ مرو‏)‏، يزيد على عشرين مجلدا‏.‏

وعلى ‏(‏ابن السمعاني‏)‏ أيضًا ذيولات، منها للحافظ ‏(‏أبي عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الدبيثي‏)‏ نسبة إلى دُبَيْث، قرية بنواحي واسط، الواسطي الشافعي، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة سبع وثلاثين وستمائة‏.‏

ذكر فيه ما لم يذكره ‏(‏ابن السمعاني‏)‏ ممن أغفله أو جاء بعده، وهو في ثلاث مجلدات، وتاريخها أيضًا ‏(‏لمحب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود النجار‏)‏، وهو ذيل علي ‏(‏ابن الخطيب‏)‏ نفسه، جمع فيه فأوعى، يقال‏:‏ أنه في ثلاثين مجلدا، وفي ‏(‏تذكرة الحفاظ‏)‏ ‏(‏للذهبي‏)‏‏:‏ أنه في ثلاثمائة جزء، وفي ‏(‏بغية الوعاة‏)‏ في بضعة عشر مجلدا، لكنه أخلَّ بذكر جماعة كثيرين ذكرهم ‏(‏ابن السمعاني‏)‏، وعليه أيضًا ذيولات، ولبغداد أيضًا عدة تواريخ‏.‏

و‏(‏تاريخ دمشق الشام‏)‏ لحافظ الأمة وناصر السنة وخادمها، ختام الجهابذة الحافظ، وصاحب التصانيف الجليلة، ‏(‏أبي القاسم بن عساكر الدمشقي‏)‏، في ثمانين مجلدا أو أكثر، وفي ‏(‏بغية الوعاة‏)‏ في سبعة وخمسين مجلدا، وفي أول ‏(‏شرح القاموس‏)‏ للشيخ ‏(‏مرتضى‏)‏ أنه‏:‏ خمس وخمسون مجلدا، أتى فيه بالعجائب، وهو على نسق ‏(‏تاريخ بغداد‏)‏، ذكر فيه تراجم الأعيان والرواة ومروياتهم، وقد قالوا أنه يقصر العمر عن أن يجمع الإنسان فيه مثل هذا الكتاب، وعليه أذيال وله مختصرات‏.‏

ومن مختصراته‏:‏ مختصر ‏(‏لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان الدمشقي الشافعي‏)‏، ‏(‏ص 133‏)‏ المعروف‏:‏ ‏(‏بأبي شامَة‏)‏ لشامة كبيرة كانت على حاجبه الأيسر، المتوفى‏:‏ سنة خمس وستين وستمائة، وهو نسختان‏:‏ كبرى في خمسة عشر مجلدا، وصغرى‏.‏

و‏(‏تاريخ نيسابور‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الله الحاكم‏)‏، وهو التاريخ الذي تخضع له جهابذة الحفاظ، ومن نظره عرف تفنن الرجل في العلوم جميعها، وهو على ما قال في ‏(‏بغية الوعاة‏)‏ ست مجلدات، وعليه ذيل يسمى‏:‏ ‏(‏بالسياق عليه‏)‏ ‏(‏لأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد الفارسي النيسابوري‏)‏ الحافظ، مؤلف ‏(‏المفهم لشرح غريب مسلم‏)‏ و‏(‏مجمع الغرائب في غريب الحديث‏)‏ وغير ذلك، المتوفى‏:‏ بنيسابور، سنة تسع وعشرين وخمسمائة، في مجلد، واختصره أيضًا الحافظ ‏(‏الذهبي‏)‏‏.‏

و‏(‏تاريخ قزوين‏)‏، وهي مدينة عظيمة مشهورة بينها وبين الري سبعة وعشرون فرسخا، ‏(‏لابن ماجة القزويني‏)‏، و‏(‏لأبي يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي القَزْوِيني‏)‏ الحافظ، و‏(‏لأبي القاسم إمام الدين عبد الكريم بن محمد القزويني الرافعي‏)‏ نسبة إلى ‏(‏رافع بن خديج‏)‏ الصحابي، الشافعي، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وعشرين وستمائة‏.‏

و‏(‏تاريخ مصر‏)‏ ‏(‏لأبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الإمام‏)‏ صاحب الشافعي ‏(‏يونس بن عبد الأعلى الصدفي‏)‏ نسبة إلى الصدف، بكسر الدال، وإنما تفتح في النسب قبيلة كبيرة من حمير نزلت مصر، المحدث المؤرخ المصري، المتوفى‏:‏ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وجمع لها تاريخين، أحدهما وهو الأكبر‏:‏ يختص بالمصريين، والآخر وهو صغير‏:‏ يشتمل على ذكر الغرباء الواردين عليها وما قصر فيهما، وقد ذيلها ‏(‏أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الطحان‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ست عشرة وأربعمائة، وبنى عليهما، وتواريخها كثيرة جدًا‏.‏

و‏(‏تاريخ المدينة‏)‏ ‏(‏لابن النجار‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالدرة الثمينة في أخبار المدينة‏)‏، و‏(‏لأبي عبد الله الزبير بن بكّار‏)‏، و‏(‏لأبي الحسن محمد بن الحسن بن زَبالة‏)‏ بفتح الزاي وتخفيف الموحدة، المخزومي المدني، المتوفى‏:‏ قبل المائتين، وقد وصفوه بالكذب، وله أيضًا ولد اسمهُ ‏(‏عبد العزيز بن محمد المدني‏)‏ من أئمة الحديث، قال ‏(‏ابن حبان‏)‏‏:‏ يأتي عن المدنيين الأشياء المعضلات فبطل الاحتجاج به، ذكره ‏(‏الذهبي‏)‏ في ‏(‏الميزان‏)‏، و‏(‏لعمر بن شبَّة النميري‏)‏، ولغيرهم‏.‏

و‏(‏تاريخ مكة وما جاء ‏(‏ص 134‏)‏ فيها من الآثار‏)‏ ‏(‏لابن النجار‏)‏، و‏(‏لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أبي محمد‏)‏ أو ‏(‏أبي الوليد أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث الأزْرَقي‏)‏ نسبة إلى جده المذكور، الغساني المكي، المتوفى‏:‏ على ما في ‏(‏كشف الظنون‏)‏، سنة ثلاث وعشرين ومائتين؛ لكن جده ‏(‏أحمد‏)‏ المذكور ذكر في ‏(‏التقريب‏)‏‏:‏ أنه توفي‏:‏ سنة سبع عشرة، وقيل‏:‏ اثنين وعشرين ومائتين، فيبعد عليه أن يكون حفيده مؤرخ مكة متوفيا في السنة المذكورة أو لايصح ذلك بالكلية، وهو من رواية ‏(‏أبي محمد إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع الخزاعي‏)‏ عنه، ولغيرهما‏.‏

و‏(‏تاريخ الأمم والملوك‏)‏ ‏(‏لابن جرير الطبري‏)‏، وهو من التواريخ المشهورة الجامعة لأخبار العالم، أحد عشر مجلدا، قال ‏(‏ابن خلكان‏)‏‏:‏ وهو من أصح التواريخ، وأثبتها؛ و‏(‏تاريخ الإسلام‏)‏ ‏(‏للحافظ الذهبي‏)‏ عشرون مجلدا، وقيل‏:‏ في اثني عشر، على ترتيب السنين، جمع فيه بين الحوادث والوفيات، ثم اختصر منه مختصرات، ومنها ‏(‏سير النبلاء‏)‏ في أربعة عشر مجلدا، إلى غير ذلك من التواريخ التي لا تنحصر، وهذه أمهاتها لما فيها من الأحاديث والنوادر‏.‏ ‏(‏ص 137‏)‏

تعريف المعجم

جمع معجم، وهو في اصطلاحهم‏:‏ ما تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الصحابة أو الشيوخ أو البلدان أو غير ذلك، والغالب أن يكونوا مرتبين على حروف الهجاء‏:‏

ومنها كتب المعاجم

‏(‏كمعجم الطبراني الكبير‏)‏ المؤلف في أسماء الصحابة على حروف المعجم، عدا مسند ‏(‏أبي هريرة‏)‏ فإنه أفرده في مصنف، يقال‏:‏ أنه أورد فيه ستين ألف حديث في اثني عشر مجلدا، وفيه قال ‏(‏ابن دحية‏)‏‏:‏ هو أكبر معاجم الدنيا، وإذا أطلق في كلامهم المعجم فهو المراد وإذا أريد غيره قُيِّدَ، و‏(‏الأوسط‏)‏ ألفه في أسماء شيوخه، وهم قريب من ألفي رجل، حتى أنه روى عمن عاش بعده لسعة روايته وكثرة شيوخه، وأكثر من غرائب حديثهم، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ فهو نظير كتاب ‏(‏الأفراد‏)‏ ‏(‏للدارقطني‏)‏، بين فيه فضيلته وسعة روايته، ويقال‏:‏ أن فيه ثلاثين ألف حديث، وهو في ست مجلدات كبار، وكان يقول فيه‏:‏ هذا الكتاب روحي، لأنه تعب فيه، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر، و‏(‏الصغير‏)‏ وهو في مجلد، خرج فيه عن ألف شيخ يقتصر فيه غالبا على حديث واحد عن كل واحد من شيوخه، قيل‏:‏ وهو عشرون ألف حديث، ذكره غير واحد؛ لكن ذكر ‏(‏المقري‏)‏ في ‏(‏فتح المتعال‏)‏ نقلا عن كتاب ‏(‏إرشاد المهتدين‏)‏ لمشايخ ‏(‏ابن فهد تقي الدين‏)‏‏:‏ أن ‏(‏المعجم الصغير‏)‏ ‏(‏للطبراني‏)‏ في مجلد يشتمل على نحو من ألف وخمسمائة حديث بأسانيدها، قال‏:‏ لأنه خرج فيه عن ألف شيخ كل شيخ حديثا أو حديثين اهـ‏.‏ وهو التحرير والصواب وخلافه سبق قلم،،والله أعلم‏.‏

و‏(‏كمعجم الصحابة‏)‏ ‏(‏لأحمد بن علي بن لال الهمداني الشافعي‏)‏، قال القاضي ‏(‏ابن شهبة‏)‏ في تاريخه في حق معجمه هذا‏:‏ ما رأيت شيئا أحسن منه، ثم ذكر أن الدعاء عند قبره مستجاب، و‏(‏لأبي الحسين بن قانع‏)‏ و‏(‏لأبي منصور الباوردي‏)‏ و‏(‏لأبي القاسم البغوي‏)‏، وهو البغوي الكبير، و‏(‏لأبي القاسم بن عساكر الدمشقي‏)‏، وله أيضًا ‏(‏معجم النسوان‏)‏ و‏(‏معجم البلدان‏)‏‏.‏

و‏(‏لأبي يعلي أحمد بن علي بن المثنى الموصلي‏)‏، و‏(‏لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي‏)‏ بفتح الدال المهملة والغين المعجمة فواو فلام، نسبة إلى ‏(‏دغول‏)‏ رجل، السرخسي الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ولغيرهم‏.‏

و‏(‏كمعجم الشيوخ‏)‏ ‏(‏لأبي بكر الإسماعيلي‏)‏، و‏(‏لأبي نعيم الأصبهاني‏)‏، وهو في شيوخه، و‏(‏لأبي عبد الله الحاكم الضبي‏)‏، و‏(‏لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشْر بن درهم‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الأعرابي‏)‏، نسبة إلى الأعراب، بفتح الهمزة، البصري، ثم المكي الصوفي الورع العابد الرباني الثقة الكبير القدر، صاحب التصانيف التي منها المعجم المذكور، وهو في شيوخه، و‏(‏طبقات النساك‏)‏ و‏(‏التاريخ الكبير للبصرة‏)‏، وغير ذلك، المتوفى‏:‏ بمكة، سنة أربعين وثلاثمائة‏.‏

و‏(‏لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقري الأصبهاني‏)‏، رتبه على حروف الهجاء، وأخرج عن كل شيخ حديثا أو أكثر، و‏(‏لأبي القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي‏)‏، نسبة إلى ‏(‏سهم بن عمرو‏)‏ قبيلة معروفة، القرشي الجرجاني الواعظ الحافظ الرحال، المتوفى‏:‏ بنيسابور، سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وهو من شيوخ ‏(‏أبي القاسم القشيري‏)‏ صاحب ‏(‏الرسالة‏)‏ يروي فيها عنه، ومن تصانيفه‏:‏ كتاب ‏(‏آداب الدين‏)‏، و‏(‏لأبي سعد عبد الكريم بن محمد بن السمعاني‏)‏ الحافظ، له ‏(‏معجم الشيوخ‏)‏ و‏(‏معجم البلدان‏)‏ و‏(‏التحبير في المعجم الكبير‏)‏ و‏(‏لأبي طاهر أحمد بن محمد السلفي‏)‏، له أيضًا ثلاث معاجم‏:‏

معجم ‏(‏لمشيخة أصبهان‏)‏ في مجلد، وآخر ‏(‏لمشيخة بغداد‏)‏ وهو كبير، وآخر لباقي البلاد سماه‏:‏ ‏(‏معجم السفر‏)‏، و‏(‏لأبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأموي‏)‏ اللمتوني الإشبيلي المالكي الحافظ المقري، خال ‏(‏أبي القاسم السهيلي‏)‏ مؤلف ‏(‏الروض الأنف‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وهو البرنامج الذي وضعه في أسماء شيوخه ومروياته عنهم، و‏(‏لأبي المظفر عبد الكريم بن منصور السمعاني‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة خمسة عشرة وستمائة، وهو في ثمانية عشر جزءا، و‏(‏لشرف الدين أبي محمد عبد المؤمن بن خَلَف الشافعي‏)‏ الدّمْياطي الإمام العلامة الفقيه النسابة الحافظ الحجة شيخ المحدثين، المتوفى فجأة‏:‏ سنة خمس أو ست وسبعمائة، ضمنه شيوخه وهم ألف وثلاثمائة، و‏(‏لأبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي‏)‏، نسبة إلى تَنُوخ بفتح التاء وضم النون المخففة، اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين وتحالفوا على التناصر وقاموا هناك فسموا تنوخا، والتنوخ الإقامة، البعلي الأصل، الدمشقي المنشأ، المصري، المتوفى‏:‏ سنة ثمانمائة‏.‏

و‏(‏لتقي الدين السبكي‏)‏، و‏(‏للشمس محمد بن أحمد الذهبي‏)‏، له ‏(‏المعجم الكبير‏)‏ وله ‏(‏اللطيف‏)‏ أيضًا، إلى غير ذلك من المعاجم الكثيرة‏.‏ ‏(‏ص 139‏)‏

تعريف الطبقات

وهي التي تشتمل على ذكر الشيوخ، وأحوالهم، ورواياتهم طبقة بعد طبقة، وعصرا بعد عصر، إلى زمن المؤلف‏.‏

ومنها كتب الطبقات‏:‏

ككتاب ‏(‏الطبقات‏)‏ ‏(‏لمسلم بن الحجاج‏)‏، و‏(‏لأبي عبد الرحمن النسائي‏)‏، و‏(‏كالطبقات الكبرى‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي‏)‏ مولاهم، البصري الحافظ، نزيل بغداد، المعروف‏:‏ بكاتب ‏(‏الواقدي‏)‏، صحبه زمانا وكتب له فعرف به، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة ثلاثين أو خمس وثلاثين ومائتين، جمع فيها الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى وقته فأجاد وأحسن، في نحو من خمسة عشر مجلدا، وله طبقات أخرى صغرى ثانية وثالثة والتاريخ‏.‏

و‏(‏طبقات التابعين‏)‏ ‏(‏لأبي حاتم محمد بن إدريس بن المُنْذِر الرازي الحَنْظلي‏)‏ الحافظ المشهور، من أقران ‏(‏البخاري‏)‏ و‏(‏مسلم‏)‏، المتوفى‏:‏ بالري، سنة خمس أو سبع وسبعين ومائتين، و‏(‏لأبي القاسم عبد الرحمن بن مندة‏)‏، ولغيرهما، و‏(‏طبقات النساك‏)‏ ‏(‏لأبي سعيد بن الأعرابي‏)‏‏.‏

و‏(‏طبقات الرواة‏)‏ ‏(‏لأبي عمرو خليفة بن خياط بن خليفة الشيباني العُصْفُري‏)‏، نسبة إلى العصفر الذي يصبغ به الثياب، البصري، المعروف‏:‏ ‏(‏بشباب‏)‏، الحافظ، أحد شيوخ ‏(‏البخاري‏)‏، صاحب ‏(‏التاريخ الحسن‏)‏ وغيره، المتوفى‏:‏ سنة ثلاثين، وقيل‏:‏ سنة أربعين أو ست وأربعين ومائتين‏.‏

و‏(‏طبقات الهمداني‏)‏ ‏(‏لأبي الفضْل صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس التميمي الهمداني‏)‏ السمسار الحافظ المعمر، صاحب التصانيف، المتوفى‏:‏ سنة أربع وثمانين وثلاثمائة‏.‏

و‏(‏طبقات القراء‏)‏ ‏(‏لأبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي‏)‏ مولاهم، القرطبي الأصل، الدّاني لنزوله دانية، بلد من بلاد الأندلس، أحد الأئمة الجامعين لعلوم القرآن، والمحصلين لعلوم الحديث، المتوفى‏:‏ بدانية، سنة أربع وأربعين وأربعمائة‏.‏

و‏(‏طبقات الصوفية‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الرحمن السُّلَمي‏)‏، وكتاب ‏(‏حلية الأولياء‏)‏ و‏(‏طبقات الأصفياء‏)‏ ‏(‏لأبي نعيم الأصبهاني‏)‏، في عشر مجلدات ضخام، وتوجد في عشرين مجلدا متوسطة وفي أكثر من ذلك، وفيها الصحيح والحسن والضعيف، وبعض الموضوع، ولما صنفها بيعت في حياته بأربعمائة دينار، ولها بركات وفضائل، وللحافظ ‏(‏نور الدين الهيثمي‏)‏ ترتيب أحاديثها على الأبواب، سماه‏:‏ ‏(‏تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية‏)‏، واختصرها ‏(‏أبو الفرج بن الجوزي‏)‏ وسماه‏:‏ ‏(‏صفوة الصفوة‏)‏، في أربع مجلدات، و‏(‏طبقات الأصفهانيين‏)‏ ‏(‏لأبي الشيخ بن حيان‏)‏، و‏(‏طبقات الرجال‏)‏ في ألف جزء ‏(‏لأبي الفضل علي بن الحسين الفلكي‏)‏‏.‏

و‏(‏طبقات الشافعية‏)‏ لتاج الدين قاضي القضاة ‏(‏أبي النصر عبد الوهاب بن تقي الدين علي بن عبد الكافي بن َتمّام الأنصاري السُّبْكي الشافعي‏)‏، صاحب التصانيف الكثيرة الجليلة، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، و‏(‏طبقات الحفاظ‏)‏ ‏(‏للذهبي‏)‏، وغيرها مما يكثر‏.‏ ‏(‏ص 141‏)‏

تعريف المشيخات

وهي التي تشتمل على ذكر الشيوخ الذين لقيهم المؤلف، وأخذ عنهم، أو أجازوه وإن لم يلقهم‏:‏

ومنها كتب المشيخَات‏:‏

‏(‏كمشيخة الحافظ أبي يعلى الخليلي‏)‏، و‏(‏مشيخة أبي يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان‏)‏، بفتح الجيم والواو المثقلة آخره نون الفارسي، الفَسَوي، نسبة إلى فسا مدينة بفارس، الحافظ المصنف، المكثر الثقة، صاحب ‏(‏التاريخ الكبير‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة سبع وسبعين ومائتين، وهي‏:‏ في ستة أجزاء، مرتبة على البلاد‏.‏

و‏(‏مشيخة أبي الحسين بن المهدي‏)‏، و‏(‏مشيخة أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني‏)‏ سمعها من خلائق بعدة مدائن جمع فيها الجم الغفير مع فوائد لا تحصى، وجملتها يزيد على مائة جزء‏.‏

و‏(‏مشيخة القاضي عياض اليحصبي‏)‏ ذكر فيها مائة ترجمة من تراجم شيوخه وبعض مروياته عنهم، وهي مترجمة بكتاب ‏(‏الغنية‏)‏، والمشيخة التي خرجها لشيخه ‏(‏أبي علي الحسين بن محمد الصدفي‏)‏ عن مائة وستين شيخا‏.‏

و‏(‏مشيخة أبي القاسم عبد الله بن حيدر بن أبي القاسم القزويني‏)‏ الفقيه، المتوفى‏:‏ بهمدان، سنة اثنين وثمانين وخمسمائة، قال في ‏(‏الميزان‏)‏‏:‏ خرج لنفسه أربعين حديثا وأتهمه ‏(‏ابن الصلاح‏)‏ اهـ‏.‏

و‏(‏مشيخة الشيخ شهاب الدين أبي حفص عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عَمْرَوَيْه البَكْرِي السُّهْرَوَرْدي‏)‏، نسبة إلى سهرود بضم الراء الأولى وفتحها، بلد عند زنجان، الشافعي الصوفي، صاحب كتاب ‏(‏عوارف المعارف‏)‏، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة اثنين وثلاثين وستمائة‏.‏

و‏(‏مشيخة تاج الدين علي بن أنْجَب بن الساعي البغدادي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث أو أربع وسبعين وستمائة، في عشرين مجلدا‏.‏

و‏(‏مشيخة أبي الحسن علم الدين محمد بن أبي علي الحسين بن عتيق بن رشيق الربعي المصري‏)‏ الفقيه المالكي، شيخ المالكية هو وأبو وجده، المتوفى‏:‏ سنة ثمانين وستمائة‏.‏

و‏(‏مشيخة أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء الحنبلي المقري‏)‏ الفقيه، ذي التصانيف التي بلغت مائة وخمسين، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وسبعين وأربعمائة‏.‏

و‏(‏مشيخة أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد‏)‏، عرف‏:‏ ‏(‏بابن البخاري‏)‏، المقدسي الحنبلي، المتوفى‏:‏ سنة تسعين وستمائة‏.‏

و‏(‏مشيخة أبي سعد إسماعيل بن علي بن الحسين البصري المعتزلي‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بالسمان‏)‏، الحافظ، وله أيضًا ‏(‏المعجم والموافقة بين أهل البيت والصحابة‏)‏ و‏(‏المسلسلات‏)‏ وغيرها، إلى غير ذلك من كتب المشيخات، وهي كثيرة جدًا‏.‏ ‏(‏ص 143‏)‏

ومنها كتب في علوم الحديث‏:‏

أي‏:‏ مصطلحه، ذكرت فيها أحاديث بأسانيد‏:‏

ككتاب ‏(‏المحدث الفاصل بين الراوي والواعي‏)‏ للقاضي ‏(‏أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرام هُرْمُزي‏)‏، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ لم أظفر بتاريخ موته وأظنهُ بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة‏.‏

وذكر ‏(‏أبو القاسم بن منده‏)‏ في كتاب ‏(‏الوفيات‏)‏ له‏:‏ أنه عاش إلى قرب الستين وثلاثمائة بمدينة رام هُرْمُز، وهو أول كتاب ألف في علوم الحديث في ما يغلب على الظن، وإن كان يوجد قبله مصنفات مفردة في أشياء من فنونه لكن هو أجمع ما جمع من ذلك في زمانه، وإن كان لم يستوعب‏.‏

ثم كتاب ‏(‏علوم الحديث‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الله الحاكم‏)‏، لكنه لم يهذب ولم يرتب، وتلاه ‏(‏أبو نعيم الأصبهاني‏)‏، فعمل على كتابه مستخرجا وأبقى أشياء للمتعقب، ثم جاء بعدهم ‏(‏الخطيب أبو بكر البغدادي‏)‏، فصنف في قوانين الرواية وأصولها كتابا سماه‏:‏ ‏(‏الكفاية‏)‏، وفي آدابها كتابا سماه‏:‏ ‏(‏الجامع لآداب الشيخ والسامع‏)‏، وكل منهما غاية في بابه‏.‏

وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا، وكان كما قال الحافظ ‏(‏أبو بكر بن نقطة‏)‏‏:‏ كل من أنصف علم أن المحدثين بعد ‏(‏الخطيب‏)‏ عيال على كتبه، ثم جاء بعدهم ‏(‏القاضي عياض‏)‏ فصنف كتابا لطيفا سماه‏:‏ ‏(‏الألماع إلى معرفة أصول الروايات وتقييد السماع‏)‏، والحافظ ‏(‏أبو حفص الميانجي‏)‏، فجمع جزءا سماه‏:‏ ‏(‏مالا يسع المحدث جهله‏)‏، والحافظ ‏(‏أبو جعفر عمر بن عبد المجيد المقدسي‏)‏، فصنف كتاب ‏(‏أيضًاح مالا يسع المحدث جهله‏)‏، إلى غير ذلك، وسيأتي الكلام على ما صنفه ‏(‏ابن الصلاح‏)‏ فمن بعده‏.‏ ‏(‏ص 146‏)‏

ومنها كتب في الضعفاء والمجروحين من الرواة‏:‏

أو في الثقات منهم أو فيهما معا‏:‏

ككتاب ‏(‏الضعفاء‏)‏ ‏(‏للبخاري‏)‏، و‏(‏للنسائي‏)‏، و‏(‏لأبي حاتم بن حبان البستي‏)‏، و‏(‏للدارقطني‏)‏ حواش عليه، و‏(‏لأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن البرقي الزهري‏)‏ مولاهم، المصري الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة تسع وأربعين ومائتين، وقيل له‏:‏ ‏(‏البرقي‏)‏ لأنهم كانوا يتجرون إلى برقة‏.‏

و‏(‏لأبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي‏)‏، و‏(‏لأبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العُقَيلي‏)‏، بضم العين، الحافظ الكبير، ذي التصانيف، الثقة، العالم بالحديث، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث أو اثنين وعشرين وثلاثمائة، وهو كتاب كبير‏.‏

و‏(‏لأبي نُعَيم عبد الملك بن محمد بن عَدِي بن زيد الجرجاني الأستراباذي‏)‏، نسبة إلى استراباذ، بفتح الهمزة والتآء بينهما سين مهملة ساكنة وآخره ذال معجمة، بلدة كبيرة مشهورة من أعمال طبرستان بين سارية وجرحان، الحافظ، أحد الأئمة، المتوفى‏:‏ بأستراباذ، في آخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وهو في عشرة أجزاء‏.‏

و‏(‏لأبي الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن يزيد بن النعمان الأزدي‏)‏، نسبة إلى أزدشنوئة، الموصلي، نزيل بغداد، الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ له مصنف كبير في ‏(‏الضعفاء‏)‏ وهو قوي النفس في الجرح، وهاه جماعة بلا مستند طائل اهـ‏.‏ وله أيضًا‏:‏ كتاب في علوم الحديث، وآخر في الصحابة، وغير ذلك‏.‏

و‏(‏لأبي أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجُرْجاني‏)‏، الحافظ الكبير، أحد الجهابذة المرجوع إليهم في العلل والرجال ومعرفة الضعفاء، المتوفى‏:‏ سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكتابه هذا هو المعروف‏:‏ ‏(‏بالكامل‏)‏، ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو كان من رجال الصحيحين، وذكر في ترجمة كل واحد حديثا، فأكثر من غرائبه ومناكيره، وهو في مقدار ستين جزءا في اثني عشر مجلدًا‏.‏

وفي أول ‏(‏شرح القاموس‏)‏ ‏(‏لمرتضى‏)‏‏:‏ في ثمان مجلدات، وهو أكمل كتب الجرح وعليه الاعتماد فيها، وإلى ما يقول رجع المتقدمون والمتأخرون، وقد جمع ‏(‏ابن طاهر‏)‏ أحاديثه ورتبها على حروف المعجم، وذيل عليه أعني‏:‏ على ‏(‏الكامل‏)‏ ‏(‏أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأموي‏)‏ مولاهم، الأندلسي الأشبيلي، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الرومية‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة سبع وثلاثين وستمائة، وذلك في مجلد كبير، سماه‏:‏ ‏(‏الحافل في تكملة الكامل‏)‏‏.‏

وللحافظ ‏(‏شمس الدين الذهبي‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بميزان الاعتدال في نقد الرجال‏)‏، في مجلدين أو ثلاثة، سلك فيه مسلك ‏(‏ابن عدي‏)‏ في ذكر كل من تكلم فيه وإن كان ثقة، وأتى في بعض تراجمه أيضًا بحديث أو أكثر من غرائب صاحب الترجمة ومناكيره، وفاته جماعة ذيلهم عليه الحافظ ‏(‏زين الدين العراقي‏)‏ في مجلد، وعمل شيخ الإسلام ‏(‏ابن حجر‏)‏ ‏(‏لسان الميزان‏)‏، ضمنه الميزان وزوائد، في مجلدين أو ثلاثة، واختصر ‏(‏اللسان‏)‏ في مجلد كبير ‏(‏أبو زيد عبد الرحمن بن أبي العلآء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، واختصر ‏(‏الميزان‏)‏ الحافظ ‏(‏برهان الدين الحلبي‏)‏ سماه‏:‏ ‏(‏نثل الهميان في معيار الميزان‏)‏، لكنه كما قال الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏‏:‏ لم يمعن النظر فيه‏.‏

وككتاب ‏(‏الثقات‏)‏ ‏(‏لأبي حاتم بن حبان البستي‏)‏، إلا أنه ذكر فيه عددا كثيرًا، وخلقا عظيما من المجهولين الذين لا يعرف هؤلاء غيره أحوالهم، وطريقته فيه أنه يذكر من لم يعرفه بجرح وإن كان مجهولا لم يعرف حاله، فينبغي أن يتنبه لهذا، ويعرف أن توثيقه للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق، وقد قال هو في أثنآء كلامه‏:‏ والعدل من لم يعرف منه الجرح، إذ الجرح ضد العدل، فمن لم يعرف بجرح فهو عدل حتى يتبين ضده اهـ‏.‏ وهذه طريقته في التفرقة بين العدل وغيره، ووافقه عليها بعضهم، وخالفه الأكثرون على أنه قد ذكر في كتابه هذا، خلقا كثيرًا ثم أعاد ذكرهم في كتاب ‏(‏الضعفاء والمجروحين‏)‏ وبين ضعفهم، وذلك من تناقضه وغفلته أو من تغير اجتهاده، وللحافظ ‏(‏نور الدين الهيثمي‏)‏ ترتيب كتاب ‏(‏الثقات‏)‏ هذا بإشارة من شيخه ورفيقه ‏(‏زين الدين العراقي‏)‏ وولده ‏(‏أبي زرعة‏)‏‏.‏

وكتب الثقات متعددة، وللشيخ زين الدين ‏(‏قاسم بن قطلوبغا الحنفي‏)‏ كتاب ‏(‏الثقات‏)‏ ممن لم يقع في الكتب الستة، وهو كبير في أربع مجلدات، وكتاريخي ‏(‏البخاري‏)‏ و‏(‏ابن أبي خيثمة‏)‏ المتقدمين في الجمع بين الثقات والضعفاء، وهما غزيرا الفوائد‏.‏

وككتب ‏(‏الجرح والتعديل‏)‏ ‏(‏لأبي حاتم بن حبان البستي‏)‏، و‏(‏لأبي الحسن أحمد بن عبد الله العجلي‏)‏، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ وهو كتاب مفيد يدل على سعة حفظه، و‏(‏لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي‏)‏، وهو كبير في ست مجلدات، اقتص فيه أثر ‏(‏البخاري‏)‏ وأجاد كل الإجادة‏.‏

و‏(‏لأبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السَّعْدي الجوزجاني‏)‏، نسبة إلى جوزجان، بضم الجيم الأولى، كورة واسعة من كور بلخ بخراسان، نزيل دمشق ومحدثها، واحد الحفاظ المصنفين المخرجين الثقات، إلا أنه رمي بالنصب، المتوفى‏:‏ سنة تسع وخمسين ومائتين، وقال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ له كتاب في الضعفاء‏.‏ ‏(‏ص 147‏)‏

تعريف العلل في الحديث

أي‏:‏ علل الأحاديث، جمع علة، وهي عبارة عن سبب غامض خفي فاضح في الحديث مع أن الظاهر السلامة منه‏:‏

ومنها كتب في العلل‏:‏

ككتاب ‏(‏العلل‏)‏ ‏(‏للبخاري‏)‏ و‏(‏لمسلم‏)‏ و‏(‏للترمذي‏)‏، وشرحه الحافظ زين الدين ‏(‏أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن محمد البغدادي‏)‏، ثم الدمشقي الحنبلي، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن رجب‏)‏، المتوفى‏:‏ بدمشق، سنة خمسة وتسعين وسبعمائة‏.‏

وله أيضًا شرح ‏(‏الجامع للترمذي‏)‏ وقطعة من ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ و‏(‏طبقات الحنابلة‏)‏، و‏(‏لأحمد بن حنبل‏)‏ و‏(‏لعلي بن المديني‏)‏ و‏(‏لأبي بكر الأثرم‏)‏ مع ضمه لذلك معرفة الرجال، و‏(‏لأبي علي النيسابوري‏)‏ و‏(‏لابن أبي حاتم‏)‏، وهو في مجلد ضخم مرتب على الأبواب، وشرع ‏(‏الحافظ ابن عبد الهادي‏)‏ في شرحه، فاخترمته المنية بعد أن كتب منه مجلدا على يسير منه، و‏(‏لأبي عبد الله الحاكم‏)‏ و‏(‏لأبي بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي‏)‏ الحنبلي، المعروف‏:‏ ‏(‏بالخلال‏)‏، وهو في عدة مجلدات‏.‏

و‏(‏لأبي يحيى زكريا بن يحيى الضَّبِّي البصري الساجي‏)‏ الحافظ، محدث البصرة، المتوفى‏:‏ سنة سبع وثلاثمائة، وقد قارب التسعين، قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ له كتاب جليل في علل الحديث يدل على تبحره في هذا الفن، و‏(‏للدارقطني‏)‏ وهو أجمع كتاب في العلل مرتب على المسانيد، في اثني عشر مجلدا، وليس من جمعه بل الجامع له تلميذه الحافظ ‏(‏أبو بكر البرقاني‏)‏؛ و‏(‏لابن الجوزي‏)‏ وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالعلل المتناهية في الأحاديث الواهية‏)‏، في ثلاث مجلدات، عليه في كثير منها انتقاد، وللحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏ ‏(‏الزهر المطلول في الخبر المعلول‏)‏‏.‏ ‏(‏ص 149‏)‏

ومنها كتب في الموضوعات‏:‏

ككتاب ‏(‏الموضوعات من الأحاديث المرفوعات‏)‏، ويقال له‏:‏ كتاب ‏(‏الأباطيل‏)‏ ‏(‏لأبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمداني الجوُزَقي‏)‏، وجوزقان ناحية من همذان، الحافظ، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة‏.‏

قال ‏(‏الذهبي‏)‏‏:‏ وهو محتو على أحاديث موضوعة وواهية، طالعته واستفدت منه مع أوهام فيه، وقد بين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث صحاح لها اهـ‏.‏ وقال غيره‏:‏ أكثر فيه من الحكم بالوضع بمجرد مخالفة السنة الصحيحة‏.‏

قال الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏‏:‏ وهو خطاء إلا أن تعذر الجمع اهـ‏.‏

وكتاب ‏(‏الموضوعات الكبرى‏)‏ ‏(‏لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي‏)‏، في نحو مجلدين، ومنهم من قال في أربع مجلدات، ولعلها صغار بدليل عبارة بعضهم في أربعة أجزاء إلا أنه تساهل فيه كثيرًا بحيث أورد فيه الضعيف، بل والحسن والصحيح مما هو في ‏(‏سنن أبي داود‏)‏ و‏(‏الترمذي‏)‏ و‏(‏النسائي‏)‏ و‏(‏ابن ماجة‏)‏ و‏(‏مستدرك الحاكم‏)‏ وغيرها من الكتب المعتمدة، بل فيه حديث في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏، بل وآخر في ‏(‏صحيح البخاري‏)‏، فلذلك كثر الانتقاد عليه‏.‏

ومن العجب أنه أورد في كتابه ‏(‏العلل المتناهية‏)‏ كثيرًا مما أورد في ‏(‏الموضوعات‏)‏ كما أنه أورد في ‏(‏الموضوعات‏)‏ كثيرًا من الأحاديث الواهية مع أن موضوعهما مختلف، وذلك تناقض، وقد عابه عليه الحفاظ‏.‏

قال الحافظ ‏(‏ابن حجر‏)‏‏:‏ وفاته من نوعي الموضوع والواهي في الكتابين قدر ما كتب اهـ‏.‏ بل أكثر في تصانيفه الوعظية وما أشبهها من إيراد الموضوع وشبهه، والكمال لله سبحانه، وقد اختصر كتابه هذا جماعة؛ منهم‏:‏

الشيخ ‏(‏محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي‏)‏، في مجلد ضخم، سماه‏:‏ ‏(‏الدرر المصنوعات في الأحاديث الموضوعات‏)‏‏.‏

والحافظ ‏(‏جلال الدين السيوطي‏)‏، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏باللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة‏)‏، وقد اختصرها ‏(‏أبو الحسن علي بن أحمد الحرْيشي الفاسي المالكي‏)‏، نزيل المدينة المنورة، المتوفى بها‏:‏ سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف‏.‏

و‏(‏للسيوطي‏)‏ أيضًا عليها ذيل في سفر وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بذيل اللآلي‏)‏، وله أيضًا كتاب التعقبات على ‏(‏ابن الجوزي‏)‏، سماه‏:‏ ‏(‏النكت البديعيات على الموضوعات‏)‏، ثم اختصره في آخر، سماه‏:‏ ‏(‏التعقبات على الموضوعات‏)‏، وعدة الأحاديث المتعقبة له ثلاثمائة ونيف حسبما ذكر آخر ‏(‏التعقبات‏)‏‏.‏

و‏(‏لأبي الحسن علي بن محمد بن عراق الكناني‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وستين وتسعمائة، كتاب جمع فيه بين ‏(‏ص 151‏)‏ موضوعات ‏(‏ابن الجوزي‏)‏ و‏(‏السيوطي‏)‏، ورتبه على ترتيبهما، وأهداه إلى السلطان ‏(‏سليمان خان‏)‏، سماه‏:‏ ‏(‏تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة‏)‏‏.‏

وفي هذا النوع أيضًا كتب عديدة، منها‏:‏

كتاب ‏(‏تذكرة الموضوعات‏)‏ ‏(‏لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي‏)‏، و‏(‏تذكرة الموضوعات‏)‏ أيضًا لرئيس محدثي الهند ‏(‏جمال الدين محمد طاهر الصديقي الفَتَّني‏)‏، نسبة إلى فتن كبقم، بلدة من بلاد الكجرات بالهند، الهندي، الملقب بملك المحدثين، المتوفى قتيلًا‏:‏ سنة ست ثمانين وتسعمائة‏.‏

و‏(‏رسالتان‏)‏ ‏(‏لرضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري الصَّغاني‏)‏ ويقال‏:‏ ‏(‏الصاغاني‏)‏، بألف بعد الصاد، نسبة إلى صاغان، قرية بمرو ويقال لها‏:‏ جاغان فعرب، الحنفي اللغوي، حامل لواء اللغة في زمانه، المتوفى‏:‏ ببغداد، سنة خمسين وستمائة، ونقل جسده حسب وصيته إلى مكة ودفن بها‏.‏

جمع فيهما الأحاديث الموضوعة، وأدرج فيهما كثيرًا من الأحاديث التي لم تبلغ درجة الوضع، فعد لذلك من المشددين ‏(‏كابن الجوزي‏)‏ وصاحب ‏(‏سفر السعادة‏)‏ وهو‏:‏ ‏(‏المجد اللغوي‏)‏، وغيرهما من المحدثين‏.‏

وكتاب ‏(‏الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة‏)‏ لشمس الدين، خاتمة المحدثين ‏(‏أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الشامي الدمشقي الصالحي‏)‏، نزيل البرقوقية بصحراء مصر القاهرة، المتوفى‏:‏ سنة اثنين وأربعين وتسعمائة، أشار إليه في سيرته‏.‏

وكتاب ‏(‏الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة‏)‏ للقاضي ‏(‏أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني‏)‏ ثم الصنعاني، اليمني، المتوفى‏:‏ بهجرة، سنة خمسين أو خمس وخمسين ومائتين وألف، لكنه أَدرج فيه كثيرًا من الأحاديث التي لم تبلغ درجة الوضع بل وأحاديث صحاحا وحسانا، تقليدا للمشددين المتساهلين في الموضوعات، نبه على ذلك ‏(‏عبد الحي اللكنوي‏)‏ في ‏(‏ظفر الأماني‏)‏‏.‏

وكتاب ‏(‏المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب‏)‏ للحافظ ‏(‏ضياء الدين أبي حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي الحنفي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ثلاث وعشرين وستمائة‏.‏

قال ‏(‏السخاوي‏)‏ في ‏(‏فتح المغيث‏)‏‏:‏ وعليه فيه مؤاخذات كثيرة وإن كان له في كل باب من أبوابه سلف من الأئمة خصوصا المتقدمين اهـ‏.‏

وقال ‏(‏السيوطي‏)‏ في ‏(‏تدريب‏(‏ص 153‏)‏ الراوي‏)‏‏:‏ ألف ‏(‏عمر بن بدر الموصلي‏)‏، وليس من الحفاظ، كتابا في قولهم‏:‏ ‏(‏لم يصح شيء في هذا الباب‏)‏، وعليه في كثير مما ذكره انتقادًا اهـ‏.‏

وقال أيضًا‏:‏ في بعض تآليفه قد حكم جمع من المتقدمين على أحاديث بأنها لا أصل لها ووجد الأمر بخلاف ذلك، وفوق كل ذي علم عليم اهـ‏.‏

و‏(‏لعمر بن بدر‏)‏ أيضًا ‏(‏العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة‏)‏ وكتاب ‏(‏معرفة الموقوف على الموقوف‏)‏، أورد فيه ما أورده أصحاب الموضوعات في موضوعاتهم وهو صحيح عن غيره ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ من الصحابة أو التابعين أو من بعدهم‏.‏

وكتاب ‏(‏الكشف الآلهي عن شديد الشغف والموضوع والواهي‏)‏ ‏(‏لمحمد بن محمد بن محمد الحسيني الطرابلسي السندروسي الحنفي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة سبع وسبعين ومائة وألف، جمع فيه الأحاديث الشديدة الضعف والواهية والموضوعة، ورتب أحاديث على حروف المعجم، وجعل في كل حرف ثلاثة فصول، لكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة فصل‏.‏

ومن الكتب في هذا النوع أيضًا‏:‏

كتاب ‏(‏تذكرة الموضوعات‏)‏، في مجلد لطيف، ورسالة أخرى مختصرة فيها، تسمى‏:‏ ‏(‏بالمصنوع في معرفة الحديث الموضوع‏)‏، كلاهما ‏(‏لأبي الحسن علي بن محمد سلطان الهروي‏)‏، نزيل مكة، المعروف‏:‏ ‏(‏بالقاري‏)‏ الحنفي، المتوفى‏:‏ بمكة، ودفن بالمعلاة منها، سنة أربع عشرة وألف، وعليه أيضًا فيهما مواخذات‏.‏

وكتاب ‏(‏الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة‏)‏ ‏(‏لأبي الحسنات محمد عبد الحي بن محمد عبد الحليم اللكنوي الهندي‏)‏، المتولد‏:‏ سنة أربع وستين ومائتين وألف، والمتوفى‏:‏ سنة أربع وثلاثمائة وألف‏.‏

و‏(‏اللؤلؤ المرصوع فيما قيل لا أصل له أو بأصلة الموضوع‏)‏ ‏(‏لأبي المحاسن محمد بن خليل القاوقجي‏)‏، نسبة إلى عمل القاووق كالفاروق، وهو تاج كانت الملوك تلبسه ثم لبسه العلماء ثم العامة ثم ترك، الحسني العلمي المشيشي الطرابلسي الشامي، المتوفى‏:‏ بمكة حاجًا قبل الحج، سنة خمس وثلاثمائة وألف‏.‏

و‏(‏تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين‏)‏، في جزء لطيف، ‏(‏لأبي عبد الله محمد البشير ظافر المالكي الأزهري‏)‏، المتوفى‏:‏ في طريق الحج، ذاهبا إلى مكة بعد خروجه من الزيارة الشريفة بالمدينة المنورة، سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، ومن تآليفه‏:‏ ‏(‏اليواقيت الثمينة في أعيان مذهب عالم المدينة‏)‏، في سفرين، والكتب في هذا النوع أيضًا كثيرة‏.‏ ‏(‏ص 155‏)‏

ومنها كتب في بيان غريب الحديث‏:‏

ككتاب ‏(‏غريب الحديث والآثار‏)‏ ‏(‏لأبي عبيد القاسم بن سلام البغدادي‏)‏ الحافظ، ويقال‏:‏ أنه أول من ألف في غريب الحديث، ولعله مع الاستقصاء في الجملة، وإلا فأوّل من ألف فيه على الصحيح ‏(‏النضر بن شميل المازني‏)‏، وكتاب ‏(‏أبي عبيد‏)‏ هذا هو القدوة في هذا الشان، وقد أفنى فيه عمره، حتى لقد قال فيما يروى عنه‏:‏ جمعت كتابي هذا في أربعين سنة‏.‏

وذيله ‏(‏لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيبة القتبي الدَّيْنَوَري النحوي‏)‏، مؤلف كتاب ‏(‏المعارف‏)‏ وكتاب ‏(‏عيون الأخبار‏)‏ وغيرهما، المتوفى‏:‏ سنة ست وسبعين ومائتين، وهو أكبر من أصله، مع أنه أضاف إليه كثيرًا من أوهامه، وأفرد للاعتراض عليه كتابا سماه‏:‏ ‏(‏إصلاح الغلط‏)‏‏.‏

و‏(‏ذيل ابن قتيبة‏)‏ ‏(‏لأبي محمد قاسم بن ثابت بن حَزْم العوفي السرْقسْطي‏)‏ نسبة إلى سْرقسْطة مدينة بالأندلس، الأندلسي الفقيه المالكي المحدث، المشارك لأبيه في رحلته وشيوخه، الورع الناسك المجاب الدعوة، المتوفى‏:‏ سنة اثنين وثلاثمائة، وهو المسمى‏:‏ ‏(‏بالدلائل‏)‏ في شرح ما أغفله ‏(‏أبو عبيد‏)‏ و‏(‏ابن قتيبة‏)‏ من غريب الحديث، وفيه قال ‏(‏أبو علي القالي‏)‏‏:‏ ما أعلم أنه وضع بالأندلس مثل كتاب ‏(‏الدلائل‏)‏‏.‏

قال ‏(‏ابن الفرضي‏)‏‏:‏ ولو قال ما وضع مثله بالمشرق ما أبعد، مات ولم يكملهُ، فأتمهُ أبوه ‏(‏أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف السرقسْطي‏)‏ الحافظ المشهور، المتوفى بسرقسْطة، سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وثلاثمائة‏.‏

وكتاب ‏(‏غريب الحديث‏)‏ أيضًا ‏(‏لأبي سليمان حمد‏)‏، بسكون الميم، ‏(‏الخطابي البستي‏)‏، وهو أيضًا ذيل على ‏(‏القتبي‏)‏ مع التنبيه على أغاليطه، وهذه الكتب هي أمهات كتب غريب الحديث المتداولة‏.‏

ومن الكتب المؤلفة فيه؛ كتاب ‏(‏أبي عمرو شمر بن حمدويه‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ست وخمسين ومائتين، يقال‏:‏ أنه قدر كتاب ‏(‏أبي عبيد‏)‏ مرارا، وكتاب ‏(‏أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي‏)‏، أحد معاصري ‏(‏ابن قتيبة‏)‏، والمتوفى بعده، وهو كتاب حافل، أطاله بالأسانيد وسياق المتون بتمامها ولو لم يكن في المتن من الغريب إلا كلمة واحدة، فهجر لذلك كتابه مع كثرة فوائده وجلالة مؤلفه‏.‏

ومن الكتب الخالية عن الأسانيد فيه، كتاب ‏(‏الغريبين‏)‏ أي‏:‏ غريب القرآن وغريب الحديث، في مجلد ضخم ‏(‏لأبي عبيد أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهروي‏)‏، نسبة إلى هراة، إحدى مدن خراسان الكبار، الفاشاني، نسبة إلى فاشان قرية من قرى هراة، المتوفى‏:‏ سنة إحدى وأربعمائة، وما ذكرناه في نسبه ‏(‏ص 157‏)‏ هو المنقول كما في ‏(‏ابن خلكان‏)‏، ووجد على ظهر كتابه ‏(‏الغريبين‏)‏ أنه ‏(‏أحمد بن محمد بن عبد الرحمن‏)‏ والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏

وكتاب ‏(‏المغيث‏)‏، في مجلد، ‏(‏لأبي موسى المديني‏)‏ كمل به كتاب ‏(‏الغريبين‏)‏ واستدرك عليه، وهو كتاب نافع‏.‏

وكتاب ‏(‏النهاية في غريب الحديث‏)‏ ‏(‏لأبي السعادات أثير الدين‏)‏ أو ‏(‏مجد الدين المبارك بن محمد‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن الأثير الشيباني الجزري الموصلي الشافعي‏)‏، المتوفى‏:‏ سنة ست وستمائة، وهو في أربع مجلات‏.‏

قال ‏(‏السيوطي‏)‏‏:‏ وهو أحسن كتب الغريب وأجمعها وأشهرها الآن وأكثرها تداولا، وقد فاته الكثير فذيل عليه ‏(‏الصفي الأرموي‏)‏ بذيل لم نقف عليه، قال‏:‏ وقد شرعت في تلخيصها تلخيصا حسنا مع زيادات جمه، والله اسأل الإعانة على إتمامها اهـ‏.‏ وقد أتمه وهو الآن مطبوع مع ‏(‏النهاية‏)‏ في هامشها، وكتاب ‏(‏مجمع الغرائب‏)‏ ‏(‏لعبد الغافر الفارسي‏)‏‏.‏

وكتاب ‏(‏الفائق في غريب الحديث‏)‏ أيضًا، في مجلد ضخم أو مجلدين متوسطين، ‏(‏لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزَّمخْشَري‏)‏ نسبة إلى زمخشر قرية كبيرة من قرى خوارزم، الخوارزمي المعتزلي الأعرج، صاحب التصانيف التي منها‏:‏ ‏(‏الكشَّاف‏)‏، وهو أول ما صنف، و‏(‏الأساس‏)‏ و‏(‏ربيع الأبرار‏)‏ وغيرها، المتوفى‏:‏ ليلة عرفة بجرجانية، أي‏:‏ قصبة خوارزم، بعد رجوعه من مكة، سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة‏.‏

وكتاب ‏(‏مشارق الأنوار على صحاح الآثار‏)‏ ‏(‏للقاضي أبي الفضل عياض‏)‏، جمع فيه بين ضبط الألفاظ واختلاف الروايات وبيان المعنى، وخصه ‏(‏بالموطأ‏)‏ و‏(‏الصحيحين‏)‏، وهو كتاب لو وزن بالجوهر أو كتب بالذهب كان قليلا فيه‏.‏

وكتاب ‏(‏مطالع الأنوار على صحاح الآثار‏)‏ للحافظ ‏(‏أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن قرقول‏)‏ كعصفور، المتوفى‏:‏ بفاس، سنة تسع وستين وخمسمائة، وهو من تلاميذ ‏(‏عياض‏)‏ صنفه على مثال المشارق، له مختصرا له منها، مع زيادة البعض وخصه أيضًا بالكتب المذكورة‏.‏

وكتاب ‏(‏التقريب في علم الغريب‏)‏ للقاضي ‏(‏نور الدين أبي الثناء محمود بن أحمد بن محمد الهمداني‏)‏ الفيومي الأصل، الحموي المولد، الشافعي، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن خطيب جامع الدَّهْشة‏)‏، المتوفى‏:‏ بحماة، سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ذكر أنه لغة تتعلق ‏(‏بالموطأ‏)‏ و‏(‏الصحيحين‏)‏، وهو في مجلد‏.‏

وكتاب ‏(‏مجمع البحار في لغة الأحاديث والآثار‏)‏ لرئيس محدثي الهند‏:‏ ‏(‏محمد طاهر الصديقي الفتني الهندي‏)‏، في مجلدين، مقتطف من ‏(‏النهاية‏)‏ وغيرها؛ وكتب الغريب كثيرة أيضًا، والله سبحانه وتعالى أعلم‏.‏ ‏(‏ص 158‏)‏

ومنها كتب في اختلاف الحديث

أو تقول في تأويل مختلف الحديث، أو تقول في مشكل الحديث، أو تقول في مناقضة الأحاديث وبيان محامل صحيحيها‏:‏

ككتاب ‏(‏اختلاف الحديث‏)‏ ‏(‏للشافعي‏)‏ ـ رضي الله عنه ـ ، وهو من رواية ‏(‏الربيع بن سليمان المرادي‏)‏ عنه في مجلد جليل، قال ‏(‏السخاوي‏)‏ في ‏(‏فتح المغيث‏)‏‏:‏ من جملة كتب ‏(‏الأم‏)‏‏.‏

و‏(‏لأبي محمد عبد الله بن مسلم‏)‏، المعروف‏:‏ ‏(‏بابن قتيبة‏)‏، أتى فيه بأشياء حسنة وقصر باعه في أشياء قصّر فيها، و‏(‏لأبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي‏)‏، و‏(‏لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري‏)‏؛ و‏(‏أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي‏)‏، سماه‏:‏ ‏(‏مشكل الآثار‏)‏، وهو من أجل كتبه، ولكنه قابل للاختصار غير مستغن عن الترتيب والتهذيب، ولغيرهم‏.‏ ‏(‏ص 160‏)‏